عندما يتخلص العالم أخيرًا من خطر الكورونا ونعود للحياة بدون قوانين الحد من التجمهر، تشير التوقعات إلى أنن أماكن العمل لن تعود كما عهدناها. حدثت خلال الأشهر الأخيرة تطورات تكنولوجية كثيرة تبنّتها الشركات من أجل متابعة انتاجيتها وفعالياتها خلال فترات الإغلاق والحجر المفروض في الكثير من دول العالم. هذه التغييرات دعت الكثير من المشغلين للتفكير في الاستثمار بالرقمنة للمدى البعيد وتغيير نمط العمل ككل. من اجراء مقابلات العمل والاجتماعات بمكالمات الفيديو، العمل عن بعد، وحتى تحويل الخدمات والمنتجات لخدمات رقمية.
التجربة الواسعة للعمل عن بعد التي انتقلنا لها خلال ليلة وضحاها قد تطول أكثر مما ظننا. فقد قامت الكثير من الشركات بإعلام الموظفين أن بإمكانهم متابعة العمل من المنزل حتى بداية السنة القادمة، مثل فيسبوك مثلًا التي اتخذت هذا القرار في مايو أصلًا. ربما تطول التقييدات حتى العثور على حلول لوباء الكورونا لكن حتى بعد ذلك، العمل عن بعد قد يصبح روتينيًا. تبين للكثير من الشركات أنه بالإمكان متابعة العمل والانتاجية من بيوت الموظفين وبهذا هي تغلق من مكاتبها وتقتصد الكثير من النفقات كالكهرباء، الإيجار، وجبات للموظفين ومصروفات أخرى. هذا يجعل من العمل عن بعد ذو فائدة ربحية كبيرة وتفضّل بعض الشركات الاستثمار بها على المدى البعيد.
في إحصاء أجرته شركة الأبحاث جارتنر يظهر أن 74% من الشركات ستقوم بإبقاء بعض الموظفين كموظفين عن بُعد بشكل كامل أو لجزء من أيام الأسبوع. نتيجة لارتفاع نسبة العمل عن بعد إن الشركات التكنولوجية التي توفر حلولًا وخدمات للتواصل في الشركات وبرامج اخرى شبيهة ستزدهر أكثر وأكثر مثل: Zoom Microsoft Teams, Slack و Google Hangouts Meet. وبشكل عام الطلب على القطاع التكنولوجي سيستمر بالارتفاع مما يعني أن فرص العمل ستكون أكثر في الوظائف التكنولوجية.
ما الذي يمكننا فعله لمواكبة هذه التغيرات؟
رغم أننا نعيش في مرحلة لم يعهدها العالم الحديث مسبقًا وكل ما لدينا هو توقعات، إلا أنه هنالك خطوات من الجدير اتخاذها لمواكبة الاستهلاك التكنولوجي المتزايد واستغلال فرص العمل المتاحة.
إليكم بعض النصائح التي جمعناها لكم في مراكز ريان للتعامل مع سوق العمل المتغير:
- الباحثين عن عمل والموظفين
نحث الباحثين عن عمل بالاستثمار في تطوير مهاراتهم التكنولوجية بغض النظر عن التخصص. جميع التخصصات ستكون بحاجة لمهارات تكنولوجية ورقمية ومعرفة بالتعامل مع التطبيقات والبرامج المختلفة بدءًا من مقابلات العمل التي قد تكون في كثير من الأحيان عن بعد وتتطلب فهم وسلاسة بالتعامل مع التكنولوجيا حتى رقمنة الخدمات والمنتجات. هذا الأمرلا يشمل فقط الباحثين عن عمل بل الموظفين أيضًا لضمان استمراريتهم في العمل واتخاذ خطوات للتقدم والترقية في العمل.
إذا كنت مقبلًا على بداية مسيرتك التعليمية اعرف أن أفضل فرص العمل متواجدة بالقطاع التكنولوجي وكل ما تشمله من وظائف إدارية واتخاذ قرار. وفق معطيات LinkedIn أكثر 10 وظائف مطلوبة في العالم حاليًا هي: مطور برامج، مندوب مبيعات، إدارة المشاريع، تكنولوجيا المعلومات، أخصائي خدمة العملاء، التسويق الرقمي، الدعم التكنولوجي، محلل بيانات، محلل مالي والتصميم الجرافيكي. هذا لا يعني أن عليك أن تباشر تعليمك فقط في إحدى هذه المواضيع فالمجالات الطبية والعلاجية والاستشارة القانونية أيضًا مهمة وستظل مطلوبة. باختصار أيًا كان التخصص الذي ستتوجه إليه تأكد أنك تتعلم بالإضافة له مهارات تكنولوجية تمكنك من رقمنة عملك مستقبلًا وتقديم خدماتك بواسطة التكنولوجيا.