بعض الأسباب التي تجعل الأم العاملة الأنجح في تربية الأبناء
يتساءل الكثيرون منّا حول قدرة النساء العاملات على إحداث التوازن بين مكان عملها، حياتها الأسرية وتربية أبناءها، وقدّ يشكّك البعض حتّى في قدرتها على الوصول إلى تلك المعادلة الصحيحة لإحداث هذا التوازن. المثير في الأمر أن هؤلاء النساء، وبالرغم من جميع التحديّات والصعوبات، يحقّقن نجاحًا في حياتهنّ المهنية والزوجية بل ويمنحن أفضل القيم التربوية لابنائهن. إذا، ما السّر في ذلك؟ وكيف تستطيع المرأة وسط هذا الكم الهائل من المهام اليومية أن تصمد وتحقق النجاح تلو الآخر؟
تشير العديد من الدراسات والبحوث في مجال علم النفس الاجتماعي، إلى أنّ المرأة العاملة هي الأكثر سعادة في حياتها الزوجية، وقد تكون أكثر سعادة من ربات البيوت، إذ أن تحقيق الإنجازات بالعمل يعطي المرأة شعور بالرضا النفسي والسعادة التي تعود بها إلى المنزل، وينعكس ذلك على أسرتها من خلال تحقيق السعادة والنجاح معهم كأسرة.
نحن في مراكز ريان على دراية واسعة بكل ما يخصّ المهام والضغوطات النفسية الملقاة على عاتق النساء العاملات، ونعمل دومًا على تأهيل مشتركاتنا وإعطائهم الأدوات اللازمة كي ينجحن في الوصول إلى التوازن المطلوب من اجل تحقيق النجاح.
من المهم أن تتذكّري عزيزتي المرأة العاملة، أنه وبالطبع، ليس هناك زرّ سحري باستطاعة النساء العاملات الضغط عليه كيّ يصمدن في معاركهنّ اليومية ويحرزن الانتصارات في جميع المعارك: المهنيّة، الزوجية والأسرية، إلّا أن التوازن، التعاون والشراكة الحقيقة مع الزوج ستضمن لك ذلك على الأقل.
في هذه المقالة، نعرض لك بعض الأسباب التي تجعل الأم العاملة الأنجح في تربية الأبناء:
1. التنظيم وتقسيم الوقت
النساء العاملان هنّ الأكثر قدرة على التنظيم لأن طبيعة العمل تتطلب وضع مواعيد محددة لكل نشاط سواء كان كبيرًا أم صغيرًا خلال اليوم، وعدد معين من الساعات لإنجاز مهامها الكثيرة، وبالتالي تصبح حياتها وحياة أبنائها أكثر تنظيما مما يؤثر بالإيجاب على الأبناء.
2. السعي دومًا لمنح الأفضل للأطفال
فكرة التقصير غالبًا ما تراود النساء العاملان، إذ تشعر الأم العاملة أن طول المدة التي تقضيها خارج المنزل تقصر في حق بيتها وأبنائها، بالتالي تحاول جاهدة تعويضهم عن هذا التقصير ببذل أقصى جهد لإرضائهم.
ونشرت مجلة علم النفس الأمريكية دراسة أعدتها جامعة بنسلفانيا تفيد أن المرأة العاملة أقل ضغطا على أبنائها من ربة المنزل.
3. التجدّد ومواكبة العصر
الأم العاملة طبيعة حياتها تجعلها تتعامل مع فئات مختلفة من الشخصيات يومياً، مما يكسبها مهارات بالتعاملات الشخصية، بالإضافة إلى أنها تضيف يوميا إلى معلوماتها وتكون ملمة بالتحديثات، وكل هذا ينصب في تربية الأبناء وطريقة التعامل معهم.
4. القيادة
بسبب طبيعة العمل، غالبا ما تكون شخصية الأم العاملة أقوى من غيرها وتتمتّع بثقة عالية بالنفس، وبالتالي هي الأكثر قدرة على القيادة وتوجيه الأبناء، وهذا يجعلها تؤثر فيهم بشكل أكبر.
5. الدعم والتشجيع
من اجل الشعور بالرضا تجاه الأبناء، يصبح دعمهن معنويًا ونفسيًا بالنسبة للأمهات العاملات شيئا أساسيا بل وشغلهن الشاغل، فتصبح طيلة الوقت تبحث عن كل ما يؤثر بالإيجاب على نجاحهم وحياتهم النفسية والعلمية لتثبت مدى قدرتها ونجاحها.
ويجدر بالذكر ان جامعة هارفارد أجرت دراسة تفيد أن بنات الأم العاملة أكثر حظاً من غيرهن ولديهن فرص أكبر في النجاح والتفوق العلمي، وأرجعت خبيرة نفسية أسباب ذلك أن الطفل الذي يذهب للحضانة بسبب عمل أمه يحصل على اكتساب مهارات تجعله أكثر تطورا عن زملائه في سنه.